الشباب عنصر أساس في مقاومة الفساد

أقول لإخواني في شبيبة العدالة والتنمية، إن عملية الإصلاح في بلادنا تحتاج إلى تضحية حقيقية، وإلى عطاء حقيقي، كما تحتاج إلى من يعطي من جهده، ومن ماله، ومن نفسه، ومن ذاته في سبيل المصلحة العامة؛ لأن عملية الإصلاح انطلاقا من المبادئ التي نؤمن بها، هي المقاومة للفساد المستشري وللوبياته، وهي العمل في سبيل تحقيق عدالة اجتماعية حقيقية في واقع يوجد فيه المغاربة منقسمين بين من يتمتع بحقوق فوق القانون، وثروات وبإمكانيات ليست من حقه. ومغاربة من الدرجة الثانية، لا يبقى لهم إلا الفائض والفتات من ثروات البلاد وإمكانياتها. هذا التفاوت يجب أن يقاوم بقوة.
وكذلك مقاومة الاختلالات الموجودة في الإدارة وفي القضاء، وفي واقع تدبير الشأن العام، إن عملية المقاومة هذه هي عملية طويلة المدى تحتاج إلى صبر وطول نفس، وإلى نضال حقيقي، وهذا هو المطلوب منكم والمضنون في شبابنا.
إن في مبادئ الإسلام التي تجعل عمل الإنسان عبادة، وتجعل مقاومته للفساد عبادة، وتجعل سيره في المصلحة العامة عبادة، وتجعل عمله في المجتمع، مساعدة للناس وتخفيفا عنهم وتعرفا على مشاكلهم عبادة. إن هذه المبادئ والمعاني هي الأرضية الصلبة التي وجب أن تكون خير معين لشباب العدالة والتنمية لكي يمضوا في طريقهم بقوة وعزم لإنجاح بناء مغرب مستقل وحديث وديمقراطي، ومزدهر ومتكافل في إطار ثوابته الدينية والوطنية التي يجب أن نتمسك بها وندافع عنها بقوة وبشراسة.

أخوكم الدكتور سعد الدين العثماني

الأمين العام لحزب العدالة والتنمية